آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

دقة حسابات محمد بن سلمان

اليمن اليوم-

دقة حسابات محمد بن سلمان

بقلم - عماد الدين أديب

فى لقائه أثناء زيارته الأخيرة لمصر، قال الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد المملكة العربية، وهو مجتمع بمجموعة من الإعلاميين -كنت واحداً منهم- «يجب ألا تهولوا من قدرات إيران العسكرية، إنها ليست بهذه القوة التى تدعيها، إننا فى الخليج نمتلك قوة عسكرية أكثر كفاءة وشديدة التقدم عن منظومة التسليح الإيرانى».

وأضاف الأمير «محمد» بثقة شديدة: «تأملوا الفارق الجوهرى بين سلاحنا وسلاح الإمارات الجوى وسلاحهم، وسوف تدركون أنهم ليسوا بهذه القوة التى يدعونها».

وختم الأمير محمد بن سلمان كلامه عن إيران قائلاً: «إن إيران مجتمع يتفتت من الداخل، ووضعهم الاقتصادى صعب، لذلك سوف ينكشفون فى أى مواجهة عسكرية حقيقية».

يومها خرجت من اللقاء، وأنا منشغل للغاية بما قاله ولى العهد السعودى، وفى حالة حيرة بين ما يقوله الجانب الإيرانى ليل نهار حول حقيقة القوة العسكرية الإيرانية من ناحية، وبين كلام ولى العهد السعودى القاطع حول حقيقة تدنى القوة الإيرانية من جانب آخر.

مرت 9 أسابيع على هذا اللقاء، وجاءت الأحداث لتثبت «دقة معلومات وصحة تحليل ولى العهد السعودى حول إيران».

كيف نثبت ذلك؟

لا يوجد أفضل من الأحداث والوقائع كى تثبت صحة أو خطأ أى تحليل سياسى، لذلك نرصد هذه الوقائع كى تتحدث عن نفسها:

أولاً: تعرضت إسرائيل والولايات المتحدة لمراكز قيادة وسيطرة وبطاريات صاروخية وممرات جوية ومخازن ذخيرة وأجهزة مراقبة إلكترونية ورادارات أكثر من 7 مرات -على الأقل- على الأراضى السورية.

ثانياً: كانت قدرة الدفاع الإيرانية محدودة وغير قادرة على التعامل مع نوعية الأسلحة وقوة النيران التى وجهت إليها.

ثالثاً: لم تستطع قوة الدفاع الأرضية الإيرانية - السورية المشتركة مواجهة الحملات الجوية المكونة من 28 طائرة قاذفة مقاتلة بسبب الفارق التكنولوجى الهائل بين نوعية القوة المهاجمة والقوة المدافعة التى تعاملت معها.

رابعاً: لم تستطع الصواريخ الإيرانية التى تصدت برد الفعل على النفاذ إلى الأراضى المحتلة وإصابة أى هدف عسكرى أو مدنى إسرائيلى، بل إن ما يعرف بنظام «القبة الحديدية» الإسرائيلى المجهز ببطاريات «باتريوت» الأمريكية استطاع التعامل مع هذه الصواريخ وهى فى الجو على ارتفاعات عالية وفى وقت مبكر وقياسى.

خامساً: لم تعلن سلطات الجيش الإسرائيلى عن أى وفيات أو إصابات جراء المواجهات مع إيران وسوريا، بينما ما أذاعته السلطات الإيرانية يتحدث عن 28 قتيلاً وعشرات الجرحى.

سادساً: ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن إيران غير قادرة وغير راغبة فى التصعيد رغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى، وقيام الصواريخ الأمريكية بالاعتداء عليها وعلى حلفائها، ورغم العمليات العسكرية الإسرائيلية نحو 7 مرات معلنة وغير معلنة.

سابعاً: المذهل أن أقصى ما صرح به رئيس الأركان الإيرانى جراء العمليات الإسرائيلية «أن الاعتداء يخالف الأعراف والقوانين الدولية»، أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد قاسمى فقد قال: «إن بلاده تدين بشدة الاعتداء السافر على الأراضى السورية محذراً من عواقب تكرار هذه الاعتداءات».

وأكد رئيس الأركان الإيرانى محمد باقرى عند زيارته لدمشق عقب هذه العمليات «أن انتهاكات النظام الصهيونى فى سوريا غير مقبولة».

ثامناً: فشلت إيران منذ عام 2016 حتى الآن فى الحصول على المقاتلة الروسية «سوخوى 30» ولم تتمكن من إقناع موسكو بتسليم صواريخ «إس 300» لسوريا.

وعادت الأحداث لتثبت كلام الأمير محمد بن سلمان عن «التحلل الإيرانى من الداخل» وذلك حينما حدث هبوط تاريخى لـ«التومان» (العملة الإيرانية) مقابل الدولار، حيث وصل الدولار الواحد إلى 85 ألف تومان.

ويبلغ الاحتياطى النقدى الإيرانى 135 مليار دولار لشعب تعداده 85 مليون نسمة، بينما يبلغ الاحتياطى النقدى السعودى 553 مليار دولار لشعب تعداده 30 مليون نسمة. ويمكن فهم حقيقة الموقف العسكرى الإيرانى حينما تعرف أن حجم الإنفاق العسكرى السنوى لإيران يبلغ 6٫3 مليار سنوياً مقابل 56٫7 مليار تنفقها السعودية على جيشها.

إن رؤية محمد بن سلمان ليست وليدة الأمس لكنها تراكم خبرة منذ أن التحق لأول مرة بالعمل العام 2007 تحت إشراف وتوجيه أحد أهم رجال السياسة فى أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود خبرة وهو سلمان بن عبدالعزيز.

اليوم تدخل مواجهة السعودية وإيران مرحلة شديدة الدقة فى اليمن وسوريا والعراق ولبنان ما بين مواجهات سياسية أو صراع بالوكالة أو حتى احتمال مواجهة مباشرة.

اليوم على إيران أن تعيد حسابات القوة وأن تدرك أن الحكمة تقتضى منها أن تعرف حقيقة وزنها النسبى وقوتها الحقيقية فى صراع خطر اتفقت فيه موسكو وواشنطن وتل أبيب على رفض استمرار الدور الإيرانى.

إن الدرس المستخلص من قراءة السلوك الإيرانى فى الشهور الأخيرة أن طهران ظاهرة صوتية أكثر منها حالة فعلية، وأن قدراتها الاقتصادية محكومة بارتفاع فواتير مغامرات فى اليمن والعراق وسوريا ولبنان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، فى وقت يعانى فيه الشباب الإيرانى من غلاء تكاليف المعيشة وارتفاع البطالة ووصول معدلات التضخم إلى حالة مخيفة.

إن التعرف على إيران الحقيقية يكمن فى تفاصيل أرقام الاقتصاد ومعدلات الأداء ومدى كفاءة المقاتلين وضعف نوعية الأسلحة لجيش ما زال يستخدم المقاتلة «ف 4» وتسليح زمن الشاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دقة حسابات محمد بن سلمان دقة حسابات محمد بن سلمان



GMT 05:17 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

صورة عن قرب: كيف تفهم عبدالفتاح السيسى؟

GMT 03:35 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

GMT 06:39 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تعديل الدستور فى مصلحة مصر

GMT 01:28 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إقليمياً: أسوأ أيام قطر وتركيا
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen