آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تاريخنا كذب فى كذب!

اليمن اليوم-

تاريخنا كذب فى كذب

بقلم/ عماد الدين أديب

كتابة التاريخ فى عالمنا العربى أمر مذهل ومخيف وشبه مستحيل!

نحن نعيش فى عالم بلا ذاكرة حقيقية!

نحن نعيش فى عالم لا يتوافر فيه الحد الأدنى من الوقائع الصحيحة، والبيانات الدقيقة، والوثائق المدقّقة، والإحصاءات السليمة!

نحن نعيش فى عالم كل إنسان فيه يكتب الماضى والحاضر على هواه وبناءً على مزاجه، ولديه القدرة والصلاحية الكاملة لأن يقول فيه ويُسبغ عليه ما يريد!

إننى أتحدى، وأكرر أتحدى، أن يتفق الناس على أى واقعة أو حدث واحد، فى المائة عام الماضية!

مثلاً: قيل إن القذافى على قيد الحياة، ويعيش فى روسيا، وقيل إنه قتل بواسطة المخابرات الفرنسية، وقيل إن المخابرات الألمانية هى التى وشت به، وقيل إنه قُتل لأنه يؤوى عنده صدام حسين فى ثكنة العزيزية!

وقيل إن صدام حسين حى يُرزق، وإن الذى قُتل هو شبيه له، وإنه يعيش الآن فى كوريا الشمالية بعدما كان يعيش فى ليبيا، وإنه يقود من الخارج تنظيم داعش.

وقيل أيضاً إنه أُعدم، وإنه كان شديد الشجاعة، وإنه تسلق الـ12 درجة من درجات السلم المؤدى إلى المشنقة بثبات، وقال أنصاره إن الحبل الذى شُنق به جاء خصيصاً من إسرائيل، بينما قال قاضى التحقيق الذى أشرف على تنفيذ الإعدام إن الحبل تم شراؤه من منطقة السليمانية بدينارين! وقال موفق الربيعى، مستشار الأمن القومى، إنه هو الذى لقّن «صدام» الشهادة، بينما نفى ذلك قاضى التحقيق، وقال إن ذلك لم يحدث أبداً!

الروايات نفسها سوف نجدها متضاربة حول ثغرة الدفرسوار، واغتيال الملك فيصل، وزيارة أنور السادات إلى القدس، وحادث اغتياله، ومحاولة انقلاب أوفقير على الملك الحسن الثانى، وظروف وفاة عبدالسلام عارف فى العراق، وسقوط طائرة الملكة عالية فى الأردن، واغتيال بشير الجميل فى بيروت، وخروج شاه إيران آخر مرة من طهران، وأسباب حرب العراق وإيران، واغتيال المقدم إبراهيم الحمدى رئيس اليمن، وأسباب إقصاء بورقيبة بواسطة بن على فى تونس، وحقيقة مرض ياسر عرفات، الذى أدى إلى وفاته.

وبالطبع نحن لا نعرف هل مات «عبدالناصر» بشكل طبيعى أم مسموماً، وهل قُتل عبدالحكيم عامر أو انتحر؟ وهل اغتيال السادات كان بواسطة قتلته أم مؤامرة خارجية؟ وهل قتل رفيق الحريرى بواسطة انتحارى، أم عبر تفجير بالريموت كنترول، ومن الذى قتل وفجر مقر آصف شوكت؟ هل هو عمل من أعمال المقاومة، أم من خلال عملية تصفية من قبل الرئيس نفسه؟

لا شىء متفق عليه! لا وقائع ثابتة! حقائق ضائعة! وثائق مطموسة! ضلالات وأوهام مفبركة! الجميع يصوغ الماضى والحاضر على هواه وحسب مصالحه ورغباته!

إنه غياب الحق والمنطق والحقيقة!

ما أتعس تاريخ العرب!

وما ضربت به المثل هو واحد على مليار من ملايين الوقائع التى تم تزويرها!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخنا كذب فى كذب تاريخنا كذب فى كذب



GMT 06:46 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

فى العالم العربى الحلول مؤجلة!

GMT 06:28 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

أرجوكم لا تتحدثوا عن «تطابق»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen