بقلم/عماد الدين أديب
حينما يعلن عن قرب تغيير وزارى فى الحكومة تشتعل بورصة الشائعات ويصبح السؤال التاريخى: من سيرحل ومن سيأتى؟
يتركز الجدل كله حول الأسماء، ولكن - كالعادة - يغيب عنا السؤال الرئيسى والجوهرى فى هذه المسألة وهو: «لماذا»؟
وحينما نسأل: لماذا رحل هذا الوزير؟، علينا أولاً أن نعرف لماذا جاء؟
أزمات الحكومات فى مصر أنها تأتى دون خطاب تكليف بالمهام من الرئيس وترحل دون تفسير من الذى اختارها.
خطاب التكليف لأى حكومة هو «مرجعية» الأداء الذى يمكن على أساسه تقييم أداء الحكومة كجسم واحد، وكل وزير منفرداً فى مجال تخصصه.
مشكلتنا الأولى هى أنه لا يوجد أساس نظرى محدد لاختيار الحكومة والوزراء.
المشكلة الثانية أننا بلا مطبخ سياسى فيه رصيد كفء ومدرب وسياسى يمكن على أساسه اختيار الوزراء منه.
فى العهد الملكى كان اختيار الوزراء يأتى من الأحزاب.
فى مصر الآن لا توجد حياة حزبية ثرية تفرز كفاءات جاهزة لتولى العمل التنفيذى.
المشكلة الثالثة هى أسلوب اختيار الوزراء.
أهم شرط فى الثقافة السياسية الحكومية لاختيار الوزير هو: الولاء ثم تدعيم تقارير الجهات السيادية لهذا الولاء.
الأزمة الرابعة فى إشكالية اختيار الوزراء هى التركيز على التخصص الدقيق للوزير بصرف النظر عن خبرته العملية ومدى كفاءته فى إدارة البشر.
قد يكون فلاناً من أعظم المتخصصين فى مجاله لكنه فاشل تماماً فى إدارة الناس.
إذا لم نتجاوز هذه الإشكاليات سوف نظل نعانى فى تشكيل كل حكومة.
أرسل تعليقك