آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الاختيار بين البدائل

اليمن اليوم-

الاختيار بين البدائل

عماد الدين أديب
بقلم : عماد الدين أديب

خُلقت الأرض منذ ملايين السنوات، وعرفت أول كائن بشرى منذ نحو 150 ألف عام.

كان أول من هبط إلى الأرض على هيئة بشرية هو سيدنا آدم، ومعه حواء التى خُلقت من ضلعه.

طُرد آدم من الجنة عقاباً له على مخالفته أمر الله، سبحانه وتعالى، لأنه سمع غواية إبليس وأكل من الشجرة المحرّمة.

إذاً كان خطأ سيدنا آدم هو أول خطيئة بشرية، وأول اختيار خاطئ بين البدائل.

كان أمام سيدنا آدم إما أن يطيع الله فيبقى منعماً فى جنته، وإما أن يأكل من الشجرة فيُطرد من الجنة.

ومنذ ذلك التاريخ، وتاريخ البشر هو تاريخ الاختيارات بين البدائل.

لذلك كان مطروحاً، وما زال، الخيار بين الخير والشر، بين الاستبداد أو العدل، بين الشرف أو العدل، بين الإنصاف أو الظلم، بين الجهل أو العلم، وبين الإيمان بالله الواحد القهار، أو إنكار وجود الله والإلحاد.

وفى العصر الحديث، أصبحت مهمة السياسى فى موقع الحكم هى الاختيار بين البدائل والمفاضلة بين ما يخدم مصالح مجموع الناس.

وأخطر ما يمكن أن يتعرّض له أى سياسى هو الرهان على بديل واحد لا سواه، ووضع أصابعه فى أذنيه دون الاستماع إلى نصائح من حوله من الذين لديهم أفكار مخالفة قد تكون هى الأصوب أو الأكثر صحة.

ومن أهم أقوال السياسى البريطانى المحنك «دزرائيللى» قوله: «السياسى الحكيم هو الذى يوسّع دائماً حجم البدائل المتاحة أمامه، ثم يقوم بعدها باختيار أفضلها».

ووظيفة مستشارى الحاكم الأولى هى مده بالمعلومات الصحيحة، واقتراح مجموعة من الخيارات والبدائل وشرح سلبيات وإيجابيات كل منها، ثم المفاضلة بينهم، واقتراح أحدها، مع تحديد الأسباب الموضوعية التى دعتهم إلى ترجيح كفة هذا البديل.

وأسوأ ما يمكن أن يفعله أى مستشار لأى حاكم هو أن يتحول من صاحب رأى يُقدم المشورة إلى «طباخ» يطبخ للحاكم ما يريد، بصرف النظر عما إذا كانت هذه الطبخة ستفيد أو ستضر صحته.

إن المثل الشعبى الذى يقول: «اربط الحمار مطرح ما صاحبه عاوز» هو من الأفكار والسلوكيات المتدنية والحقيرة، التى تحول المستشار إلى عبد مسلوب الإرادة.

إننا باختصار نبحث عن الناصح الأمين الذى يُقدّم المشورة الصافية البعيدة عن الأهواء أو المصالح الشخصية.

عقل الأمة يبدأ فى الدائرة الأولى القريبة من صانع القرار، إن فسدت فسد القرار.

مواضيع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاختيار بين البدائل الاختيار بين البدائل



GMT 06:33 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شعراء المدار

GMT 07:54 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

أفضل شعر قالته العرب

GMT 06:47 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

الاحتلال الإلكترونى

GMT 04:17 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

فكأنما أحيا الناس

GMT 06:28 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كلام مهم
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen