آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

3 درجات لارتكاب الخطأ

اليمن اليوم-

3 درجات لارتكاب الخطأ

بقلم : عماد الدين أديب

يتحدث ستيفن كوفى، أستاذ الأساتذة المتخصص فى «علوم التفكير الإبداعى»، عن أكبر خطر يواجه أى إنسان على المستويين الشخصى أو المهنى وهو «خطر تغيير الأخطاء التى يرتكبها فى حياته».

ويقول «كوفى» إن التفسير الصحيح للخطأ هو الطريق الوحيد إلى الخروج من حالة الفشل المتكرر والوصول إلى بر النجاح الآمن.

ويحدد «كوفى» درجات الخطأ على النحو الآتى:

المرحلة الأولى: هى ارتكاب الخطأ الإنسانى أو المهنى وهى مرحلة يقع فيها بل وقع فيها كل البشر منذ سيدنا آدم أبى البشرية حينما اختار مخالفة أمر الله وأكل من الشجرة.

وتلك المرحلة هى شىء طبيعى وإنسانى وارد، وكما تعلمنا فى الفكر الإسلامى «جل من لا يخطئ».

المرحلة الثانية أو بالأصح الدرجة الأعلى فى ارتكاب الخطأ هى قيام الإنسان بإنكار ارتكابه للخطأ والبحث عن كل المبررات المنطقية أو غير المنطقية، ذات الصلة، أو البعيدة تماماً عن المسألة لتبرير صوابه وعدم ارتكابه للخطأ.

وتلك الدرجة يمكن معالجتها بالنقاش والتواصل مع النفس أو مع أصحاب الخبرة من الأصدقاء المخلصين له.

الدرجة الثالثة وهى الأخطر هى أنك بعد ارتكابك للخطأ، وإنكارك لوجوده من الأساس، تقوم بإلقاء اللائمة على الآخر سواء كان الآخر هذا شخصاً أو حدثاً أو ظرفاً أو القدر.

هذه الدرجة تعكس حالة مخيفة لأنها تحمل فى ثناياها وتفاصيلها ونتائجها وصفة أبدية بالفشل وعدم القدرة على تصحيح النفس وتؤدى بالضرورة إلى اعتبار كل «آخر» هو العدو المخطئ المتربص بك، وترى غيرك ظالماً غير منطقى وتبدأ فى عزله أو استبعاده عن محيطك وبيئتك وتبدأ بالتالى فى اختيار الشخص المثالى للمرحلة وهو الشخص الذى يوافقك على أخطائك.

مثل هؤلاء من أشخاص سواء كانوا فى مراكز مهمة أو يعايشون علاقات إنسانية طبيعية اختاروا لأنفسهم -مؤقتاً- الحل الأسهل وقرروا عدم دفع فاتورة مواجهة النفس.

فاتورة مواجهة النفس بحقائقها مهما كانت مؤلمة هى أكثر القرارات التى تستلزم شجاعة وجرأة وتجرداً وقسوة مع الذات.

ويقول الفرنسى المبدع ألبير كامو: «مواجهة النفس والقسوة مع الذات هى الطريق الوحيد للتطهر والنجاة والتقدم، وهى بلا شك الطريق إلى النجاح فى أى نوع من أنواع الإبداع الإنسانى».

افعل الصواب، وكما يقول الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه وأرضاه: «رضاء كل الناس غاية لا تدرك فتحرَّ الخير بجهدك ولا تبالِ بسخط من يرضيه الباطل».

كن منضبطاً إلى أقصى حد فى أداء واجباتك تجاه نفسك وتجاه الغير، فأنت لا تعامل مخلوقات الله، لكنك بالدرجة الأولى تعامل الخالق.

ويرى «شيللر» أن «الله هو الضمير الأعظم فى هذا الكون، فاسعَ لكى تكون جزءاً من هذا الضمير المطلق».

كم من الناس على مر العصور فقدوا ثروات، ومناصب، وذهبت دولهم، وسقطت حضاراتهم، وفقدوا أصدقاء ومحبين مخلصين، وعشاقاً متيمين بهم لأنهم اختاروا الطريق الأسهل، طريق عدم مواجهة النفس واختاروا أن يخطئوا وظلموا من يحبونهم ويخلصون لهم بتفانٍ، هؤلاء وصلوا إلى أعلى درجات الخطأ وهى درجة أنا لم أخطئ وغيرى وحده دون سواه دائماً وأبداً هو المخطئ الوحيد.

نِعم الله سبحانه وتعالى علينا كثيرة ولكن من أعظمها -فى رأيى المتواضع- هى نعمة النسيان والقدرة على التجاوز.

لذلك كله حينما تعلم أن فلاناً أو فلانة أصيب بمرض الزهايمر لا تشفق عليه بل اغبطه لأننا فى زمن يصح فيه مسح كل الذاكرة من على شريط العقل وجدار النفس هو نعمة عظيمة لأنك ببساطة تتوقف عن الشعور بالألم من أخطاء الآخرين.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 درجات لارتكاب الخطأ 3 درجات لارتكاب الخطأ



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen