بقلم/عماد الدين أديب
بدأ الرئيس دونالد ترامب يمارس سلطاته التنفيذية من الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 20 يناير 2017 بتوقيت واشنطن، على خلاف مَن سبقوه من الرؤساء الأمريكيين الذين كانوا يتريثون فى إصدار قراراتهم الرئاسية.
وحتى تاريخه مرّ 16 يوماً هى الأكثر جدلاً وإثارة فى تاريخ البيت الأبيض الحديث.
المثير للجدل هو تلك التحولات فى اتجاه قرارات وسياسات الرئيس «ترامب» المعلنة.
تعالوا نرصد بدقة هذه التحولات:
أولاً: بالنسبة للدعم المطلق لإسرائيل والتآمر غير المشروط لحكومة «نتنياهو» أصدر البيت الأبيض بياناً، وكتب الرئيس على «تويتر» يؤكد أن قرار توسيع المستوطنات مضر لإمكانيات مستقبل السلام.
ثانياً: بالنسبة للعلاقة المتوقعة مع «بوتين» وروسيا واحتمال رفع العقوبات الأمريكية عن موسكو، قالت مندوبة «ترامب» الجديدة فى الأمم المتحدة، إنه لا رفع للعقوبات قبل إعادة روسيا جزيرة القرم إلى أوكرانيا.
ثالثاً: بالنسبة لبناء السور على الحدود الأمريكية - المكسيكية، الذى قيل إنه سيتم على الفور، وسوف يتم تمويله بالكامل من الجانب المكسيكى، يتحدثون الآن فى واشنطن عن أنه سيتم البت فيه بعد مائتى يوم، وسيتم البحث عن فرض ضريبة تبلغ 20٪ على الواردات المكسيكية لتمويله، ولم تستبعد بعض المصادر احتمال تقاسم التكلفة مع المكسيك.
رابعاً: بالنسبة لتصريحات «ترامب» المتكررة أثناء معركته الانتخابية التى كانت تهاجم حلف الأطلنطى، والتى وصف فيها الحلف بأنه كيان «عفا عليه الزمن ولا يمكن لواشنطن أن تستمر فى تمويله»، فوجئ العالم بتصريح علنى لـ«ترامب» مخالف لذلك. قال «ترامب» خلال زيارة تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا لواشنطن، وهى أول زيارة لشخصية أوروبية لـ«ترامب»: «إنه يقف تماماً خلف الحلف»، وأكدت تريزا ماى أمامه فى المؤتمر الصحفى، أن «ترامب» أكد لها دعمه الكامل للحلف.
خامساً: بالنسبة لما يعرف بمشروع أوباما للرعاية الصحية، المسمى «أوباما كير»، كان «ترامب» يتحدث عن الإلغاء الفورى له، الآن يتحدثون فى واشنطن عن التعديل والترميم لنظام «أوباما كير»، وهو موقف غامض غير مفهوم.
خلاصة القول إن ما أعلنه «ترامب» وتمسك به بشدة وقوة فى حملته الانتخابية قد يخضع لتعديلات كبرى أثناء تجربة وواقع الرئاسة.
والبقية تأتى، وبانتظار إلى أين تصل الرئاسة بسياسات «ترامب»؟
أرسل تعليقك