القاهرة - اليمن اليوم
هل سأظل هكذا؟ هل سأظل طوال حياتي مضطرة أن أحكي عن خصوصياتي لأشخاص آخرين، فقط لأرضيهم وحتى لا يغضبوا مني؟! هل يجب علي عندما يسألني أحد سؤال خاص بدافع الفضول أو المقارنة أو لمجرد السؤال أن أرد عليه بإجابة وافية وشافية؟.. لا.. لن أستسلم لهذا الوضع، خاصة لما أصابني من مشكلات، سأعمل جاهدة أن أضع حد لهذا الوضع.
تحدثت في مقالة سابقة عن أسئلة لا تسأليها
من نوعية الأسئلة التي قد تكون محرجة لبعض الناس، ومن المفضل أن تتجنبيها حتى لا تتركي أثر سىء في نفس الشخص المتلقي، والآن سنقلب الأدوار.. ماذا إذا وجه إليكِ أحد سؤال لا ترغبين في الرد عليه، أو هذا السؤال مزعج لكِ بما يكفي وترغبي في تجنب الرد؟
إليكِ بعض النصائح وأتمنى أن تساعدك:
تأكدي يا سيدتي أنه مهما كان هذا الشخص ومهما كانت الظروف، أنتِ لست مضطرة أن تفصحي عن أسرارك أو خصوصيات عائلتك، إلا إذا أردت ذلك بغرض الحصول على النصيحة أو الاستشارة، وهذا لا يحدث عادة إلا مع أناس قريبين جداً.
حدود الخصوصية أنتِ من تحددينها مع زوجك، واتفقوا على ما تريدون أن تروه وما ستبقوه خاص بينكم.
حياتك ليست مادة للكلام والتسلية، وإذا استدرجك أحدهم إلى هذه النوعية من الحوارات، بمنتهى اللطف غيري الموضوع وتحدثوا عن موضوع آخر.
الأسئلة الأكثر انتشاراً مثل «مفيش حاجة جاية في السكة؟ أو مش هتخاوي ابنك؟».. يجب أن تجهزي رد يكون مقتضب ويشعر الذي أمامك أن هذه النوعية من الأسئلة غير مقبولة، لكن بطريقة لينة، مثل «لما ربنا يأذن، وإحنا مكتفين بطفلنا الحمد لله».
لا تضطربي من غضب الناس منكِ - خاصة المعتادين على التحدث معكِ في خصوصياتك - عندما تبدئين في تقليل المعلومات الخاصة بحياتك، لأنهم سيعتادون مع الوقت على الشخصية الجديدة، قد تجدي من يقول لكِ أنكِ اتغيرتي، وهل طلب منكِ زوجك ذلك، وكلمات من هذا القبيل، وتأكدي عن تجربة أنها مسألة وقت وسيعتادوا على ذلك.
اعلمي أن جزء كبير من عدم الإفصاح عن خصوصياتك يرجع إلى الآراء الكثيرة التي يمدك بها من حولك، والتي قد تجعلك تأخذين قرار لا يناسبك وتندمين عليه، لأن البشر مختلفين وظروفهم مختلفة، قد يكون ما يناسبك لا يناسب غيرك والعكس صحيح، لهذا لا تحكي عن مشكلة أصابتك، إلا لأحد قريب لكِ وتثقي في رأيه.
المقارنة التي تخلقها هذه النوعية من الحوارات غير صحية بالمرة لكل الأطراف، ولا تعمق العلاقة، بل بالعكس تخلق طاقة سلبية ومشاعر مضطربة.
الأديان السماوية حثتنا على قدسية وخصوصية العلاقة الزوجية والحياة الأسرية، فاعلمي أنكِ تحسنين مسارك إلى الأفضل، ومن لم يتقبل تغيرك الايجابي فهذه مشكلته هو وليس أنتِ.
نحن نعيش مرة واحدة على هذا الكوكب، وأنتِ لست مضطرة أن تعيشي بعين الناس، لأنكِ مميزة يا «سوبر ماما»، ونصيحة أخيرة.. حافظي على خصوصيتك لحياة أفضل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر