القاهرة ـ اليمن اليوم
انتشرت الهواتف الذكية المحمولة فى كل مكان، حتى أصبحت أيقونات التواصل فى عصرنا الحديث، فأينما ننظر نجد أناسا يتطلعون على الشاشات المضيئة لهواتفهم الذكية، ويتفقدون شبكات التواصل الاجتماعى وبريدهم الإلكترونى مثل حشرات طائرة فى ليلة صيف تدور حول ضوء المصابيح الكهربائية.. ولكن هل الهواتف الذكية تساعد الإنسان على الإبداع أم تضره.
وكشفت دراسة حديثة، أجراها علماء بجامعة تكساس ماك كومبس لإدارة الأعمال، أن مجرد التواجد بالقرب من الهواتف الذكية له تأثير على خفض قدرة الشخص المعرفية والحد منها، حتى فى حال إغلاق الهاتف.
وشملت الدراسة 800 شخص من مستخدمى الهواتف المحمولة، وقال البرفسور أدريان وارد، المشرف على فريق الدراسة، "إن الهواتف الذكية استنزاف للعقول البشرية".
وفى جامعة إسكس فى المملكة المتحدة، أجرى الباحثان أندرو كيه بريبيلسكى، ونيتا وينشتاين، بحثاً لاستكشاف تأثير الهواتف الذكية على العلاقات الشخصية، حيث صمما سلسلة من التجارب بتقسيم المشاركين إلى ثنائيات للتحدث فى مجموعة متنوعة من المواضيع المختلفة الموضوعة لهم.
ووضع الباحثان فى بعض الأحيان هاتفا محمولا بصورة مرئية وفى أحيان أخرى لم يضعوا أى هواتف محمولة، وأجاب كل مشارك ومشاركة على استبيان حول التجربة التى مر بها، وكيف أثر وجود أو عدم وجود هاتف على المحادثة والعلاقة مع الطرف الثانى.
وأظهرت نتائج الاستبيانات أن المشاركين شعروا بقدر أقل من الثقة والتعاطف والتواصل مع الطرف الآخر عند وجود هاتف ذكى فى مكان قريب، حتى فى حال إغلاقه وعدم استخدام أحد له أو النظر إليه.
وعلى النقيض من ذلك، علق المشاركون على أنهم شعروا بقدر أكبر من الثقة والتواصل والتعاطف فى حال عدم تواجد هاتف ذكى بالقرب منهم، وتبين للباحثين أن الهواتف الذكية لها تأثير سلبى فى كل مجالات القدرة المعرفية والعلاقات الشخصية.
وفيما يتعلق بالقدرة على الإبداع، أكد الباحثون أن العنصر المشترك فى جميع قصص الإبداع هو مجىء الفكرة للشخص المبدع خلال لحظة استرخاء، أو لحظة فراغ، يكون العقل فيها فى حالة عدم تركيز، وبالتالى يكون متاحا لاستقبال هبات اللاوعى، ويطلق الباحثون على تلك الحالة "وقت الحلم الثانوى".
ويؤكد العلماء أن الطريقة التى يستخدم بها معظم الناس الهواتف الذكية اليوم، وقيامهم بالتحقق باستمرار من رسائل البريد الإلكترونى، والدخول بلا توقف على شبكات التواصل الاجتماعى، يعنى أنه لا يوجد وقت كاف على الإطلاق للحظات يكون العقل فيها فى حالة استرخاء وعدم تركيز، وبالتالى لا يتاح لحظات لوقت الحلم الثانوى وما يمكن أن يحدثه من الإبداع.