ملامح العيد في بلاد الحرب اليمن

 يختلف استقبال عيد الاضحى هذا العام لدى اليمنيين عن الاعوام الماضية. فاستقباله هذا العام كان باهتاً حسب رواية السكان. كانت الاهازيج والزوامل والاغاني حاضرة بقوة , وسعادة لاتوصف من الجميع , وطقوس اخرى تحضر في العيد , لكنها مابعد الحرب تراجعت في مناطق واختفت في اخرى. الحرب تحصد الأرواح وتجلب الاحزان والمأسي , وبدلاً من التهاني تحول العيد بفعل الحرب الى تعازٍ.

في الاسواق لا تجد الحركة المعتادة سابقا ولا ملامح ان هناك عيد , سوى حالة البؤس والعناء. فالخروف قفز سعره بشكل جنوني، والكثير عزفوا عن شرائه لقلة ذات اليد , وجعلوا منه يوماً عادياً , بالرغم من الحزن الظاهر على وجوههم , اختفت الرحمة من الناس ولم يعد احد يهتم بهم. الحال في صنعاء لايختلف عن عدن فالحالة الانسانية الصعبة تفاقمت واصبحت ظروف الناس موجعه , حتى ان أسر عدة لم تتمكن من شراء الاضاحي واستبدلتها بالدجاج , وخرج اطفالهم بكسوة عيد سابقة ,ولم تعد الاسر  تبحث عن كماليات الحياة , بل جل اهتمامها بالمتطلبات الرئيسية , تطاردهم جحيم الحرب  لكن تجد حركة البيع والشراء في السوق خفت , والاقبال ضعيفاً ,البعض ينتظر الراتب الذي تأخر ولم يعد يفي بالغرض واخرون بدون راتب  حالتهم موجعة ولم يدخلوا في حسابات الحكومة.

يقول متابعون ان العديد من الاسر تمكث في منازلها ولا تبوح بما يجري لها بالغرم انها في وضع قد تطون نهايته الموت او الجنون والانتحار , ويضيفون انه في ظل النزوح الى المدن والارياف بفعل الحرب ,زادت المعاناة. ومع كثافة السكان وتزايد حالة الموجعين اصبح الناس لايفرقون بين محتاج ومرتاح، فظروف الجميع اصبحت متطابقة .

ويقول عادل محمد انه اكتفى بان تكون  اضحيته دجاجة بدلاً من الخروف مثل العام الماضي فقد تعود على هذا فلا راتب منذ اكثر من عام ولا مصادر دخل , والله هو من يساعدنا على مواجهة متاعب الحياة. ويضيف ان اولادة اكتفوا بملابسهم القديمة لانهم يدركون ظروف والدهم بعد ان كان يمنحهم كل شيء, فالسعادة والخير وفرحة الاعياد لن تعود , ونحن في وضع نسير فيه الى المجهول .

ويقول احد السكان في تعز ان المعاناة تكبر و الحكومات تتغافل عن عمل شيء لهم , اسر تتظور الجوع واخرى متعبة تموت قهراً , والعيد لم تعد له نكهه مثلما كان سابقا, عيد اسم لكن اختفت منه كل التفاصيل من فرح وسعادة. نازحون في مخيمات لا مأوى لهم , واخرون في مبانٍ بالايجار تعثروا من دفع ما عليهم , وكانت نهايتهم التسكع في الشوراع.

تفاصيل محزنة وحالة انسانية صعبة تعيشها عشرات الألاف من الاسر اليمنية , في وجع يومي غادرتهم السعادة والفرحة , الى معاناة ترسم في وجوههم , حتى ان البعض قصدوا مناطق للعمل لعلهم يكافحوا من اجل اسرهم لكنهم , لم يجدوا ما يعودون به الى اسرهم لقضاء لحظات العيد وان كانت محزنه حد قولهم معاً. اسر لاتقوى على مواجهة الظروف فتلجأ الى الانتحار , لانهم لايطيقون ان يلاحظوا اسرهم تعيش لحظات الحزن , وهذا ما حصل ولازال يحصل , واطفال يشعرون بالحرج ومنهم من ينتحر , كل ذلك بفعل الظروف , وفي العيد تحصدالارواح ويفقد الاحبة . وتلتهم أعز الشباب.