الحكومة اليمنية الشرعية

طالب وزراء الحكومة اليمنية الشرعية خلال الأيام الماضية، بعودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مدينة عدن جنوب اليمن، محملين التحالف العربي مسؤولية زعزعة الاستقرار والامن من خلال دعم المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عدن جنوب اليمن.

وأكد مستشار الرئيس هادي  عبدالعزيز جباري أن الرئيس هادي ليس معتقلًا، مضيفًا أنه لا يستطيع العودة الى عدن في إشارة إلى عوائق وضعت أمام عودة الرئيس إلى العاصمة المؤقتة.

وقال جباري خلال بيان استقالته من منصب  نائب رئيس الوزراء وزير الادارة المحلية: "إنه يجب على التحالف العربي ان يتعامل مع اليمن كدولة لها تاريخ وحضارة وبإحترام وهذه بلدنا ونحن احرار فيها ويجب ان تكون هناك علاقة شراكة ومصالح"، فيما استقال جباري في آذار / مارس الماضي، بسبب عدم تصحيح العلاقة مع دول التحالف العربي، على حد تعبيره.

واتهم  وزير الدولة في الحكومة الشرعية صلاح الصيادي، من جانبه، التحالف العربي باللفظ الصريح بمنع الرئيس هادي من العودة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ودعا قبيل أيام من استقالته، الشعب اليمني، إلى الاحتشاد والتظاهر للمطالبة بعودة هادي إلى اليمن، مؤكداً أن الشعب اليمني إذا لم يتظاهر ويطالب بعودة رئيسه الى البلاد فعليه انتظار اسوء النتائج.

وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية احمد الميسري خلال اليومين الماضيين، أن هادي ليس سفيرا إلى الرياض، وقال "إن على الرئيس عبدربه منصور هادي، العودة إلى عدن لممارسة مهامه من داخل اليمن"، موضحًا أن التحالف العربي بذل جهودا سلبية أكثر مما هي إيجابية، متابعا "لو أن كل جهود التحالف إيجابية أن الجيش والمقاومة قد وصلوا صنعاء، ونحن سواء كنا مسؤولين في الحكومة او خارجها، سنكون ضد أي وضع مختل".

وبين أن ما دار في كانون الثاني/ يناير، من أعمال مسلحة ضد الحكومة تمت بأدوات واسلحة تابعة للتحالف، أما من خرج ضدها لا يمتلكون سواء اظافرهم.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، من جهته "إن الخلافات بين الحكومة الشرعية، وطرف في التحالف العربي، تقف حائلًا أمام عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى البلاد"، مشيرًا إلى أن الرئيس يستطيع العودة، إلا أن ما يمنع ذلك "هو الانقسامات الأمنية، والمشكلة مع الأشقاء في الإمارات في عدن، ونحن فضلنا أن نؤجل هذا الأمر، حتى لا تكون العودة مشكلة وإنما حل".

وأكد المخلافي وجود ما يمكن وصفه بـ"معركة بين الفريق الواحد" (بين التحالف والشرعية)، قائلًا "إن ما جرى في عدن يوم 22 يناير/كانون الثاني الماضي كان انقلاباً من مجموعة انفصالية"، وأنه "سيتم بحث ذلك مع التحالف والإمارات".

 

الاوضاع الامنية سبب عدم العودة

ويتقاسم المجلس الانتقالي الجنوبي للسلطة مع الحكومة الشرعية في مدينة عدن، ويتبادل الطرفان الاتهامات حول تردي الأوضاع الامنية، بالإضافة إلى سلسلة الاغتيالات التي شهدتها المدينة خلال الايام الماضية، وتعرض الرئيس هادي إلى أكثر من عملية اغتيال إلا أنه نجا منها في مدينة عدن.

وقال رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر "إن الرئيس هادي يستطيع العودة الى اليمن متى يشاء"، مضيفا أن الأوضاع الامنية في المدينة هي سبب عدم العودة".

ويذكر أن الرئيس اليمني غادر مدينة عدن منذ أن بدأت عاصفة الحزم العسكرية للتحالف العربي لدعم الشرعية، في اليمن، بسبب تردي الأوضاع الأمنية.

وقام هادي، بزيارات عدة إلى عدن كان آخرها قبل عام لمزاولة أعماله، لكن تردي الأوضاع الأمنية، اضطرته إلى البقاء في العاصمة السعودية الرياض ومزاولة أعماله منها.

وعادت الحكومة الشرعية، إلى مدينة عدن قبل أربعة أيام لمزاولة أعمالها بعد غياب دام لمدة شهرين، حيث غادرت الحكومة مدينة عدن عقب اشتباكات عنيفة مطلع شباط /فبراير الماضي  بين مسلحي المجلس الانتقالي، وألوية الحماية الرئاسية، التابعة للحكومة، وقاد المجلس الانتقالي انقلابا عسكريا على شرعية الرئيس هادي، مطالبة بإسقاط حكومة رئيس الوزراء، مما أسفرت المعارك بين الطرفين عن مقتل واصابة العشرات، كما سيطر المجلس على مدينة عدن.

وتدخل التحالف العربي، بعد ايام من الاشتباكات، وعقب محاصرة الحكومة برئاسة احمد عبيد بن دغر في قصر المعاشيق، لحل الاشكالات بين الطرفين.

وقال ‏الصحفي اليمني فؤاد البناء "إن عدم عودة الرئيس هادي أضعف الشرعية وقوّى الاتجاهات المنقلبة على الديمقراطية في الشمال  وغذّى الجهات المنقلبة على الوحدة في الجنوب".

وأكد البناء أن عدم عودة هادي زاد من حدة الطائفية والمناطقيه، وأضعف من معنويات جبهة الشرعية، مشيرا إلى ان  بقاء هادي في الرياض احال دون تطبيع الأوضاع في عدن والمناطق المحررة.