صنعاء - خالد عبدالواحد
لم تحتفل أسرة محمد السالمي بعيد الأضحى المبارك في منزلها، ولكنها ذهبت إلى المقبرة لزيارة أبناءها، الذين قتلوا في أحد الجبهات مع الحوثيين، في القتال ضد القوات الحكومية في مديرية المخاء الساحلية في محافظة تعز جنوب اليمن.
وقالت أم علي، ( 14عاما)، وأحمد (16عاما) السالمي، إن أبنائها تركا البيت وذهبا مع الحوثيين الذين يحشدون المقاتلين من منطقتها في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اب (وسط اليمن)، للقتال معهم بحجة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن، ثم يرمون بهم وسط المعارك دون مراعاة لسنهم وقدراتهم القتالية.
وأضافت "لقد فقدت ولداي الوحيدين اللذين تم أعادتهم من جبهة القتال أشلاء، ومن ثم تم دفنهم انهم شهداء في سبيل الله في جنازة كبيرة من اجل التغرير ببقية الشباب". وأكدت "الفرحة في الحياة بعد أن فقدت الفرحة الحقيقية، قد فقدت قرت عينيا فأي حياة اعيشها اليوم لا معنى لها".
ولازالت الحرب تحصد العشرات يوميا، حيث بلغ عدد القتلى منذ بداية الحرب أكثر من عشرة الاف قتيل، حسب تقارير أممية، ولا توجد أسرة في اليمن إلا وفقدت أحد أبنائها في المعارك الدائرة في البلاد بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الحكومية، ولم تعد الزيارة للأقارب الأحياء خلال أيام العيد بل أضحى الأموات لهم النصيب الأكبر من هذه الزيارات.
وأصبح حال الالاف من سكان اليمن في عيدهم بين حزن وحرب وفقر، وزيارات لقبور الموتى الذين لقو حتفهم خلال الحرب والأوبئة المنتشرة، فمن لم يمت بالحرب والقصف الجوي في اليمن مات بوباء الكوليرا. والطفل أشرف عبدالحكيم شرف لم يمارس اللعب مع الأطفال خلال العيد، بل ذهب إلى المقبرة، لقراءة الفاتحة على والده الذي لقى حتفه في احدى جبهات القتال مع المقاومة الشعبية في محافظة تعز جنوب اليمن.
وتابع أشرف (12عاما) لقد فقدت ابي منذ عامين، حيث لقي حتفه برصاص الحوثيين. وأضاف "تركني والدي واخواني الخمسة نصارع ويلات الحياة الصعبة، وتزوجت امي برجل اخر، واصبح يكفلنا عمي من بعده". وأكد أشرف "عمي لا يبخل علينا بشيئ ولاينقصنا شيء من متاع الحياة سواء حنان الأم وعطف الأب واجتماع الأسرة التي كنا نحتمي بظلها ونفرح ونستمتع بالعيد معا فقد اصبحنا مشردين، اخواني الصغار مع امي وانا واختي الكبرى مع عمي".
الحرب في اليمن حرمت الكثير من السكان من الاحتفال بالعيد والخروج إلى الحدائق العامة والمنتزهات، فالقبور هي متنفسهم الوحيد لزيارة اقاربهم الموتى، وحرب جعلت كل حياتهم صراع مع الفقر وحكاياتهم عن القتلى والجرحى، لكنهم يأملون بغد افضل رغم المعاناة والألم.