الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور

ألغى رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى التابع للانقلابيين في صنعاء "صالح الصمّاد"، قرارا لرئيس حكومة الانقلابيين "عبدالعزيز بن حبتور"، بتعيين "هشام شرف"، وزيرا للخارجية في الحكومة الانقلابية للقيام بصلاحيات وزير التخطيط والتعاون الدولي.

وأدى إلغاء القرار من قبل الصمّاد، الذي يعد أحد أبرز قيادات الحوثي، إلى خلق صدام مباشر، مع بن حبتور رئيس الحكومة الانقلابية والقيادي المؤتمري، الموالي لصالح، نتج عنه تأزم الخلافات بين حلفاء الانقلاب، بعد رفض "ياسر العواضي" منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي الذي أسند إليه وفقا للحقيبة الوزارية المحددة من قبل شركاء الانقلاب، وهو ما دعا بن حبتور إلى تكليف "هشام شرف"، وزير خارجية الانقلابيين بإدارة شؤون وزارة التخطيط إلى جانب الخارجية، الأمر الذي اعتبره الحوثيين، خطوة يسعى بها بن حبتور للاحتفاظ بوزارتي الخارجية والتخطيط لصالح حزبه، وأصدر الصمّاد، بناء على هذه الخطوة، أمرا شديد اللهجة بإلغاء قرار بن حبتور.

وسبق أن قدم بن حبتور استقالته، في الأول من أبريل الماضي، لما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، احتجاجا على تدخلات الحوثي في عمله المكلف به، في حين لم تلقَ الاستقالة ردود فعل من قبل المجلس، وظلت استقالة مكتوبة، لم يعلن عنها بشكل رسمي.

وقد سربت مصادر إعلامية مقربة من الحوثيين، الأسباب التي أوضحها بن حبتور ودفعته للاستقالة، من بينها تدخلات حوثية مباشرة في أداء حكومته وعدم تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين الحوثيين وصالح، في حين أنه أكد وجود أجهزه سرية موازية للمؤسسات الحكومية تمارس صلاحيات ومهام الأجهزة الحكومية، تدار مباشرة من قبل "محمد علي الحوثي"، و"عبدالكريم الحوثي".

وأشارت المصادر إلى أن استقالة بن حبتور المكونة من عشر أوراق، تضمنت نقاط ساخنة، قد تتسبب في مواجهات مسلحة، نظرا لحالة الاحتقان الحاصلة بين الطرفين.

وشهدت صنعاء مؤخرا، اتهامات متبادلة بين الحوثيين والمؤتمريين، اشتدت وتيرتها بعد استدعاء الشخصية الثانية في المؤتمر الشعبي "عارف الزوكا"، إلى النيابة العامة، وقيام مسلحين تابعين للحوثي، باقتحام بعض الوزارات التابعة للحقيبة المؤتمرية.

وأشارت تقارير صحافية نشرت في وقت سابق من شهر أبريل الماضي، إلى نجاح جماعة الحوثي في كسب ولاء قيادات مؤتمرية من العيار الثقيل لصالحها، نتج عنه تأثير مباشر في قرارات اتخذها الحزب، لصالح الحوثيين.

في حين كشفت هذه التقارير، أن علي عبدالله صالح، لم يستطع مواجهة، التدخلات والاختراقات الحوثية لحزبه، وفضل تقديم المزيد من التنازلات لصالح الحوثيين، حرصا على أمنه الشخصي، من أي استهداف حوثي لحياته، بإعتباره خصم سابق لهم، وخاض بحقهم ست حروب عندما كان في أوج قوته، وقتل خلالها زعيم الجماعة والمنظر لها "حسين بدر الدين الحوثي" في عام 2004.​