الميليشيات الحوثية

تواصل الميلشيات الحوثية تنفيذ خطتها للقضاء على أنصار صالح واحدًا تلو الآخر في حكومة الانقلاب المشكلة بين الطرفين (المجلس السياسي الأعلى)  التي يرأسها صالح الصماد وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق صالح، وتزداد وتيرة الخلافات بين طرفي الانقلاب يوما بعد آخر كان آخرها، اقتحام المليشيات المسلحة لوزارة الصحة في العاصمة صنعاء وتهديد الوزير  سالم بن  حفيظ المحسوب على حزب المؤتمر الموالي لصالح  وتغييره بشخص اخر، واقتحام مبنى وزارة الخارجية اليمنية ومنع الوزير هشام شرف الموالي لصالح  من دخول الوزارة وطرد كل الموظفين في وزارة الخارجية، واقتحام منطقة معين التعليمية وسط العاصمة اليمنية واعتقال مديرها من احد شوارع  العاصمة صنعاء.

ونظّم المئات من المعلمين والمعلمات في العاصمة صنعاء، الأحد ، وقفة احتجاجية لمطالبة حكومة الحوثيين بمرتباتهم المتوقفة منذ عام، ورفضا  لاختطاف مدير منطقة معين التعليمية وسط العاصمة صنعاء خالد الاشبط، بسبب قيادته لمظاهرات المعلمين والمطالبة بمرتبات الموظفين.
وقالت مصادر في العاصمة صنعاء، إنّ مليشيات الحوثي أجبرت خالد الاشبط على تقديم استقالته بسبب آراءه المناهضة للجماعة المسلحة، فيما قال وزير الخارجية هشام شرف عقب اقتحام وزارة الخارجية من قبل المليشيات الحوثية إن المسلحين الحوثيين انتشروا، في ساحة الوزارة، بتوجيهات من صالح الصماد، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى المؤلف من الجماعة وحزب صالح.

وأعلن شرف، أنه رفض حضور أي اجتماع مزمع مع المليشيات وأنه لن يمارس أي عمل حتى يتم التحقيق في هوية تلك الدوريات، وأفرادها، ومن وجههم، مشيرًا إلى أنه "ليس هناك ما يستحق الاقتتال بإرسال عربات  عسكرية، وأن أسلوب التهديد والتخويف لن يرهبه أو يغير من قناعاته بالعمل".

وقال مصدر في وزارة الخارجية في صنعاء، إن هناك تباين في الآراء بين جماعة الحوثي، وأنصار صالح، بشأن التواصل مع دول العالم، حيثُ بحث الوزير هشام شرف عن بدائل وحلول مقبولة ومشرّفة لإحلال السلام في اليمن ،غير أن  الحوثيين اقتحموا الوزارة لرفضهم المقترحات التي قدمها شرف لإيقاف الحرب في اليمن.

وأفاد عضو مؤتمر الحوار الوطني سابقا والقيادي المنشق عن الحوثيين، علي البخيتي، أنّ شراكة الحوثيين مع حزب  المؤتمر الموالي لصالح قد انتهت ؛ فبعد اقتحام وزارتي  الصحة والخارجية ومنطقة معين التعليمية أصبحت العلاقة علاقة تبعية وذل وخنوع، وأكّد القيادي المنشق عن الجماعة في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع التوصل الاجتماعي تويتر، أن استمرار حزب المؤتمر وصالح في الشراكة مع مليشيات الحوثي  يضعفهم جماهيرياً ويحولهم لمواجهة سلطة إمامية مستبدة فتكت بالشعب اليمني وانتهكت حرمات البيوت وضربت حتى النساء
وأضاف أنّه على حزب المؤتمر تحديد موقف واضح من شراكته مع الحوثيين ومن تجاوزاتهم وانتهاكاتهم لحرمات المنازل والنساء ما لم فالحوثيون  وصالح شركاء في كل انتهاكاتهم ضد المدنيين وان استمرار المؤتمر وصالح بعد الآن في تغطيتهم لاقتحامات الحوثيين لمؤسسات الدولة وللبيوت وترويعهم للنساء والأطفال والمدنيين وصمة عار تاريخية ،مضيفا  ‏لا نطالب المؤتمر وصالح بمواجهة الحوثيين عسكرياً؛ بل بفك الشراكة وإعلان براءتهم من كل جرائمهم؛ ومقاومتهم سلمياً بمختلف الرسائل المتاحة.

وأشار إلى أنّ انصار صالح أمام لحظة تاريخية فارقة؛ إما أن ينحازوا للشعب ويفكوا شراكتهم مع الحوثيين ويدينوا جرائمهم وإما أن يلحق بهم العار إلى الأبد مبينا أنه يمكن للمؤتمر وصالح تبرير كل مواقفهم السابقة لكن بعد الانتهاكات الحوثية الأخيرة للوزارات والبيوت لا مبرر لبقاء الشراكة فقد أصبحت ذُل وخنوع ،مؤكدا ان  ‏ما يقوم به الحوثيون ليست انتهاكات فردية عابرة بل عدوان شامل على مؤسسات الدولة ومنازل المواطنين وانتهاك لحرماتهم؛ وهذا يقتضي موقف من حزب المؤتمر.

وتساءل علي البخيتي  ‏ما الذي ينتظره المؤتمر وصالح ليعلنو موقف؟ المؤسسات واقتحموها والنساء وضربوهن والأطفال وروعوهم والمنازل وانتهكوا حرماتهم؟ بقاء الشراكة عار على المؤتمر وصالح.

واقتحمت مليشيات الحوثيين المتطرفة، منزل الصحافي الموالي لحزب المؤتمر كامل الخوداني واطلقت النار على ابنته وزوجته ما اسفر عن إصابة ابنته ونقلها إلى العناية المركزة، وقال رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي  الحوثي، إنّ هناك تحركات محسوبة لإيقاف الأعمال المؤسسية في إشارة لحزب المؤتمر الموالي لصالح.

ودعا محمد الحوثي في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي  ممثلي حزب المؤتمر، وانصار صالح إلى عقد اجتماعات لإيجاد من يقف وراء إيقاف المؤسسات الحكومية في العاصمة ،وحل  الخلافات بين الطرفين، قبل تفاقم الوضع، ولا يزال الوضع متوترا بين الطرفين حتى اللحظة ،وتوقع مراقبون ل العرب اليوم أن الأيام المقبلة ستشهد انفصام عرى الحليفين الذين وقعوا اتفاق شراكتهم على أرضية هشة ، خصوصا وانه لا يمكن أن يلتقي حزب المؤتمر السياسي ،مع ميليشيات الحوثيين العقائدية الطائفية .